أيـــلول
شعر: عمر إدلبي
أبدأ الصبح َ
بحمد الليلِ ،
أَن مرَّ خفيفاً ،
بدَّل الساعات خلف البال ِ
لم يوقظ رنينَ الوقت ِ
لم يعبث بناقوس الجراحْ .
قلما يأتي بهذا الرفقِِ
غطّاني بأحلامي ،
و موسيقى …
وراحْ .
يمكن الآن اقتطافُ الطلِّ
من غصنٍ سماويِّ الندى
وقت ارتقاءِ الغيم ِأدراجَ السماءِ ،
الآن يكفيني شرودُ الصيف ِ
عن ماسٍ ضبابيٍّ
سقى أيلولَ وجدَ البردِ
واهتزَّ المدى من نسمةٍ
لفَّتْ على خصر الخريف الطفل ِ
منديلاً
فغارت من حرير الهمسِ
في رقصاتهِ نايُ الرّياحْ .
رحلةٌ أحلى لهذا العمرِ ،
أثوابٌ سيرميها نباتُ الروح ِ ،
أثوابٌ أتمَّت عشقَها الليليَّ
فامتدّت تعرّي قدَّها كفُ الصّباحْ .
وحشتي في الصيفِ
تدعو قبَّةَ الغيماتِ ،
أن مرّي على شباك فوضايَ ،
اعبريني لو قليلا .
فإذا ما اهتز في أقصى الحنين الدمعُ
وانهالت أغاريد السماواتِ
احتفى بالنهر مجراهُ
وضمَّت رعشةَ العصفورِ
أحضانُ الخميلهْ .
وحده أيلول فردوسي ،
إذا ما عادَ
عادت فتنةُ الأنثى
إلى غابات شعري ،
لكأنّي أوقظُ الذكرى
وجدوى الكونِ من حولي
وقد أغفتْ طويلا .
***
أيلول / 2000/