وَجْـد
شعر: عمر إدلبي
وما الهمُّ إن متُّ بعد احتضانكَ ؟
روحي ستحرس حلمكَ
حتى ترى الغيمَ يغفو
على ساعديكْ .
لأنَّ يديَّ سريرُكَ
هذا المساء سأفرش روحي على راحتيَّ
وأُنشدُ ما يشتهي القلبُ
من أغنياتٍ عليكْ .
لأني سأتركُ عمري ورائي
سألمس كفيكَ أكثرَ وقتي
وأمضي إلى غيبتي مثل أيّ سنونو
فخذْ يا حبيبي يدي في يديكْ.
حفظتُ ابتسامتكَ النورَ
خبَّأتُها في عيوني،
حملتُ معي غمزاتِ جفونكَ
زوّادةً للغيابِ،
وخبأتُ بعضَ الكلامِ
الذي هدلت شفتاكَ بأنغامهِ
وأفسِّرهُ برحيقِ الندى،
وحفظتُ اختباءكَ في حضنِ روحي
وإيقاعَ نبضكَ
رعشةَ صدركَ، رَسْمَ خطاكَ
ووردَ الصباحِ على وجنتيكْ.
غداً ستقولُ لكَ الشمسُ
إنَّ صباها الذي في جبينكَ
بوحُ قناديلِ حبّي
وإنَّ العصافيرَ حولكَ
سربٌ من الأغنياتِ
ترتلها أمنياتي لتكبرَ ،
سوف يحدثكَ الغيمُ
عن قطراتِ رؤاهُ
التي ذرفتها عيوني
لتصبحَ هذي السماءُ كتاباً من الفلِّ
يهدي الصباحَ نديّاً إليكْ.
فما الهمُّ إن متُّ بعد احتضانكَ
يا وَجْدَ قلبي ؟
سيعشبُ حولي الترابُ
إذا بلَّلَتهُ خطاكَ ،
سلامٌ هي الأرضُ بعد نداكَ،
سلامٌ عليكْ.
* * *
1/2/2005