القضايا السلبية التي يطرحها الإعلام التركي حول السوريين
ورقة مقدمة إلى الملتقى الأول للإعلام التركي – السوري
اسطنبول 8 – 9 شباط/فبراير 2020
مقدمة:
شكلت مأساة تهجير السوريين خلال السنوات الماضية أكبر وأخطر التحديات التي واجهها العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث بات اللاجئون السوريون يشكلون اليوم الشريحة الأكبر من لاجئي العالم وفق إحصائيات الأمم المتحدة، حيث يصل عددهم إلى نحو 6 ملايين لاجئ، يتوزعون في شتى بقاع الأرض، ويتركز معظمهم في دول جوار سوريا، في تركيا، ولبنان، والأردن والعراق، على وجه الخصوص، وتتحمل تركيا وحدها عبء لجوء أكثر من 3 ملايين سوري، ويضاف إلى هذا العدد الهائل من اللاجئين، أكثر من 6 ملايين نازح داخل سوريا، هجروا أماكن سكناهم بفعل جرائم ممنهجة واسعة النطاق، قتلت وأصابت الملايين، وخلفت دماراً غير مسبوق في تاريخ النزاعات المحلية، جراء تبني نظام الأسد مدعوماً بحلفائه الروس والإيرانيين ومليشياتهما المسلحة، خيار محاولة إنهاء ثورة السوريين التي انطلقت في شهر آذار/مارس من العام 2011 ضد نظام بلادهم الإستبدادي.
ومع تعثر كل المحاولات الأممية والدولية والإقليمية لتحقيق تقدم في جهود الحل السياسي، وطول أمد بقاء اللاجئين السوريين في الدول التي تستضيفهم، بات اللاجئون يشعرون أنهم بمواجهة ظهور ونمو نزعات رفضهم من قبل حكومات وشعوب البلدان التي تأويهم، وفقدان الأمل وانعدام وجود مؤشرات على عودة قريبة إلى بلادهم في ظل انعدام الأمن وتصاعد المخاطر الناتجة عن استعادة نظام الأسد السيطرة على مناطق كانت حتى وقت قريب تحت إدارة المعارضة.
اللاجئون السوريون في تركيا من ضيوف إلى موضوع جدل داخلي
تعتبر تركيا بلد عبور وإقامة للكثير من الفارين من مناطق النزاع والحروب في العالم، كما تعتبر بوابة للمهاجرين الحالمين ببلوغ بلدان الاستقرار الأمني والإقتصادي في أوروبا، وقد استقبلت تركيا منذ القدم موجات لاجئين من بلدان كثيرة، ما جعل الشعب التركي معتاداً على وجود الأجانب وتقبل اندماجهم في المجتمع.
ومع تحول الثورة السورية إلى نزاع مسلح، وما خلفته القوات العسكرية والأمنية التابعة لنظام الأسد وحلفائه من حالة تدمير وتهجير وجرائم بحق السوريين وممتلكاتهم وأماكن سكناهم، تتالت موجات اللاجئين السوريين إلى تركيا، وشكلت سياسة “الباب المفتوح” التي انتهجتها الحكومة التركية في السنوات الثلاثة الأولى من عمر الثورة السورية ملجأ للمدنيين والمنشقين العسكريين الفارين من جرائم نظام الأسد، ما أدى إلى تزايد مضطرد في أعدادهم في المناطق التركية الحدودية مع سوريا، ولاحقاً في معظم المناطق التركية، وخاصة في اسطنبول، العاصمة الاقتصادية للبلاد.
في العام 2014 أقرت الحكومة التركية لائحة نظام الحماية المؤقتة للسوريين، وهو نظام يمنح السوريين حقوق التمتع بالخدمات العامة، لكنه لا يمنحهم صفة اللاجئين، ورغم منحهم تسهيلات الحصول على تراخيص العمل إلا أن هذا النظام يبقى دون مستوى الحقوق التي تمنحها اتفاقية اللاجئين الصادرة عن الأمم المتحدة في العام 1951 وبروتوكلاتها اللاحقة، من حيث حقوق التنقل والعمل.
سنوات الترحيب والاهتمام الشعبي والحكومي التركي باللاجئين السوريين انتهت مع تنامي الصراع الحزبي الداخلي في تركيا، وانسداد أفق الحل السياسي في سوريا، وتحول اللجوء السوري ليصبح أكثر قضايا الرأي العام إثارة للجدل في البلاد، خصوصاً بعد أن وصل عدد اللاجئين السوريين على الأراضي التركية إلى ما يقارب 3 ملايين و600 ألف، %97.6 منهم يعيشون في المدن، حسب الإحصائيات الحكومية الصادرة في تموز/يوليو من العام 2019.
ورغم أن السوريين نعموا لفترة من الزمن بظروف لجوء مريحة نسبياً في تركيا، إلا أنهم بدأوا يواجهون مشاكل شتى في السنتين الماضيتين، وبرز في مواجهتهم خطاب تحريضي يهدد استقرارهم النسبي بحملات ذات طابع عنصري، وذلك بالتزامن مع ضغوط اقتصادية تعرضت لها تركيا، وبروز تيار معارض رأى في اللجوء السوري عبئاً على الاقتصاد التركي، وخطراً على المجتمع، واستخدم ورقة اللاجئين السوريين مادة للصراع مع حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم، وما لبثت أن تحولت هذه الحملات منذ انتخابات بلدية اسطنبول المكررة في 23 حزيران/يونيو من العام الماضي 2019، إلى إجراءات قانونية تقيد حرية حركتهم وعملهم وإقامتهم، نتج عنها صعوبات اجتماعية واقتصادية جديدة، وتحديات متفاقمة، وزيادة المخاوف من تعرضهم للترحيل القسري.
وتعتبر الحملة التي شهدتها وسائل التواصل الاجتماعي ضد السوريين اللاجئين في تركيا بعد فوز المعارضة برئاسة بلدية اسطنبول، أكثر هذه الحملات تنظيماً وكثافة، حيث تصدر هاشتاغ #SuriyelilerDefoluyor ويعني “ليغرب السوريون من هنا” قائمة أكثر الهاشتاغات تفاعلاً في تركيا، وشهدت التعليقات على هذا الوسم عبارات تحريضية ومضامين تستبطن الكراهية والعنصرية، طالبت السيد إمام أوغلو الفائز برئاسة بلدية إسطنبول بطرد السوريين من المدينة التي تأوي أكبر عدد من السوريين اللاجئين في تركيا.
دور وسائل الإعلام في الحملات ضد السوريين
كان لافتاً في حملات التحريض ضد اللاجئين السوريين في تركيا بروز خطاب الكراهية والاعتماد على ادعاءات مضللة ومغالطات متنوعة حول قضايا كثيرة تتعلق بواقع اللاجئين السوريين ومركزهم القانوني وحقوقهم وواجباتهم، وممارساتهم الاجتماعية، وموارد عيشهم.
كما بدا لافتاً أن هذه الحملات التحريضية اعتمدت بشكل أساسي على الإعلام البديل، والحملات المسيئة والمضللة، المكثفة عبر منصات التواصل الإجتماعي، مستغلة أحداثاً حقيقية، ومخالفات فردية لبعض اللاجئين، يجري تعميمها عليهم، أو إخراجها من سياقها وحرفها عن واقعها، وتهييج الرأي العام عبر خداع متعمد، يجري ترويجه بكثافة، يصعب احتواؤه وتفنيده بالسرعة اللازمة، وبالتالي يحدث صدى مدوياً لدى الرأي العام، ويترك أثراً سلبياً بكل الأحوال.
وتظهر تغريدة أحد لمشارك في إحدى الحملات ضد السوريين مقارنة تحريضية اعتمدت صورة لجنود أطفال أتراك في حرب الاستقلال، بمقابل صور لشبان زعمت التغريدة أنهم سوريون لاجئون في تركيا، يستنكر المغرد لهوهم في الوقت الذي تشهد بلادهم حرباً مستمرة، في تلميح إلى جبن هؤلاء “الشبان” السوريين بمقابل شجاعة “الأطفال” الأتراك.
ولا بد من الإشارة إلى أن ظهور ونمو هذه الحملات التحريضية على وسائل الإعلام البديل ومنصات التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وفيسبوك ومجموعات التواصل عبر واتساب وغيره من تطبيقات التراسل، لا يعني أن الإعلام التقليدي كان بعيداً عن تسعير هذه الحملات وتأجيجها، وخاصة وسائل الإعلام الخاصة، وإعلام التيارات الحزبية المتنوعة، المعارضة منها بشكل خاص.
وكما ساهمت وسائل الإعلام التركي، البديل والتقليدي، بالتحريض السلبي وتكريس الإشاعات وترويج المغالطات السلبية ضد السوريين اللاجئين في تركيا، بما يخدم أجندة تلك الوسائل المستقلة أو الخاصة أو الحزبية، كان لهذه الوسائل أيضاً الدور الأساسي أيضاً في التصدي الإيجابي لحملات التحريض، وتفنيد الأكاذيب، واستيعاب أثر موجات الغضب الشعبوية، والانتقال لاحقاً إلى المبادرة الإيجابية، عبر نشر الحقائق، واستنهاض روح التضامن في أوساط المجتمع التركي مع اللاجئين ومأساتهم.
حيث بادر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق حملة “أنا إنسان Ben İnsanım” وجهوها للرأي العام التركي لتخفيف حالة الاحتقان ضد اللاجئين في تركيا
وبادر صحفيون وناشطون بإطلاق وسم بعنوان Karde؛imeDokunma# أو “لا تلمس أخي” دفاعاً عن اللاجئين السوريين وتضامناً معهم.
ولسنا وحدنا نحن السوريين من يتحدث عن دور لوسائل الإعلام التركي في تكريس نظرة سلبية وخطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين في تركيا، ففي دراسة نشرتها جامعة غازي في أنقرة في العام 2017، تبين أن اللاجئين السوريين القادمين إلى تركيا كانوا بحاجة لتأسيس حياة جديدة بدلاً من التي فقدوها خلال الحرب في سوريا، إلى جانب إيجاد مصدر للدخل وتكوين علاقات اجتماعية، غير أنهم اصطدموا ببعض المشاكل حيث ينظر إليهم على أنهم مصدر للقلق والمشاكل في تركيا.
وتقول الدراسة إن وسائل الإعلام التركية تسببت في تكريس هذه الصورة عن اللاجئين السوريين، ونشر التحيزات النمطية عنهم، ورغم صعوبة تغيير معتقدات الأفراد وأفكارهم الراسخة إلا أنه أصبح من السهل التلاعب بها وإعادة تشكيل تصوراتهم وهذا ما تفعله بعض وسائل الإعلام حسب الدراسة.
وتلفت الدراسة إلى أن المجتمع التركي في البداية كان لديه اعتقاد بأن الحرب في سوريا لن تستمر طويلاً وبالتالي كان قادرا على استيعاب فكرة وجود اللاجئين السوريين على أرضه، غير أن الضيوف المؤقتين في إشارة إلى اللاجئين، أصبحوا دائمين ما شكل انزعاجاً لديه.
وسائل الإعلام التركية صعدت هذا الانزعاج عبر ضخ التقارير المتعلقة بتسبب اللاجئين في زيادة معدلات البطالة في تركيا حيث يحصلون على وظائف هي من حق السكان المحليين، ودورهم في رفع أسعار إيجارات المنازل.
وفي استطلاع للرأي أجراه مركز أبحاث الهجرة والسياسة التابع لجامعة هاجاتيبي في أنقرة في العام 2014، بلغت نسبة الأتراك الذين يعتقدون أن اللاجئين سلبوهم حقهم في العمل 56.1%.
وبالمقابل، تؤكد الدراسة الصادرة عن جامعة غازي على وجود دور إيجابي لوسائل الإعلام في تخفيف حدة التوتر تجاه اللاجئين، ويختلف نهج وسائل الإعلام وفق دعمها أو معارضتها للحكومة.
السوريون من جهتم تباينت آراؤهم حول دور الإعلام في حملات التحريض ضدهم في تركيا، حيث أظهر استطلاع رأي أجراه موقع حرية برس في 4 نيسان/ أبريل من العام 2019 وشارك فيه 3108 شخصاً بآرائهم أن حوالي 55 بالمئة من المستطلعة أراؤهم يعتقدون أن الحملات الشعبية على وسائل التواصل الاجتماعي كانت أكثر جدوى من الإعلام التقليدي والرسمي في التصدي لحملات التحريض، في حين يعتقد حوالي 27 بالمئة منهم أن الإعلام التركي كان فعالاً واستطاع التصدي للحملات المضللة، ورأى حوالي 18 بالمئة من المستطلعة أراؤهم أن الإعلام التركي كان محدود التأثير بسبب الصراع السياسي الداخلي.
أسباب الحملات ضد السوريين
رغم أن حملات العنصرية وخطاب الكراهية ضد السوريين في تركيا لم يتحول إلى ظاهرة مقلقة إلا في العامين الماضيين، إلا أن إنكارها ليس مجدياً، وليس صحيحاً، وتقتضي الحكمة البحث في الأسباب المؤدية لبروز هذه الظاهرة السلبية، بغية التصدي لمسبباتها وتعزيز فرص تجاوزها وإنهاء الآثار الناجمة عنها، ونعتقد أن هناك مستويات متعددة من أسباب بروز ظاهرة الحملات العنصرية وخطاب الكراهية ضد السوريين، من أبرزها:
- الاستغلال السياسي الداخلي لملف اللجوء السوري: شهدت تركيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية تحولاً بنيوياً في شكل النظام السياسي، انتقلت معه تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وهو ما أدخل تركيا في صراع سياسي، عزز الاستقطاب الداخلي انتخابياً، استخدمت فيه التيارات السياسية المتنافسة في صراعها مع خصومها أوراق ضغط متنوعة الأشكال، كان من أبرزها سياسة حكومة العدالة والتنمية في ملف اللاجئين السوريين، التي اعتمدتها المعارضة ورقة ضغط وتعبئة للناخبين بمواجهة الحزب الحاكم، دون تمييز بين المعلومة والحقيقة، والمغالطات والشائعات الخاطئة.
- تراجع الاقتصاد التركي: حيث واجه الاقتصاد التركي تحديات صعبة ابتداء من صيف العام 2016 بعد الإنقلاب الفاشل، وتواصل التراجع الاقتصادي خلال الأعوام الماضية بفعل عوامل داخلية وخارجية وعقوبات اقتصادية ذات طابع سياسي، ما دفع وكالات التصنيف الائتماني الدولية لخفض التصنيف الائتماني السيادي لتركيا، وما رافق ذلك من انخفاض حاد في قيمة الليرة التركية وارتفاع معدل البطالة وانخفاض النمو، ورغم أن اليد العاملة السورية لم تشكل منافساً جدياً للعمالة التركية إلا أنها استخدمت كورقة في مهاجمة سياسيات حزب العدالة والتنمية الحاكم الاقتصادية، وتحريض المجتمع التركي ضد الحكومة والعمال السوريين.
- الاختلافات الاجتماعية والثقافية: وما ينتج عنها من تعارضات في العادات والتقاليد والممارسات المجتمعية التي يصعب تقبلها من اللاجئ باعتباره ليس شريكاً حقيقاً في الوطن، كما يجب الإشارة إلى العامل النفسي الذي يلعب دوراً محورياً في رفض السوريين التخلي عن عاداتهم وطباعهم في ظل مخاوف حقيقية وجدية من فقدان خصوصيتهم وضياع خصائص هويتهم المجتمعية.
- المخاوف من التأثير على الهوية التركية: شهدت السنوات العشر الأخيرة تصاعداً في خطاب التيارات اليمينية المتطرفة في مختلف دول العالم، وبرزت بوضوح أنشطة وطنية ذات طابع قومي عنصري ضد اللاجئين، ولم تكن تركيا بعيدة عن تأثير هذه التيارات، فقد تنامت الدعوات في تركيا ضد ظاهرة الوجود العربي في المدن الكبرى، وخاصة اسطنبول، وعمدت بعض البلديات التركية إلى منع استخدام اللغة العربية في المنشآت التجارية والخدمية التي أسسها العرب، ومنهم السوريين، الذين نالوا الحصة الأكبر من التضييق على أنشطتهم بفعل مخاوف على الهوية التركية، مشروعة حيناً، ومغالطات وتهويل للخطر، غالباً.
ويعتقد معظم المختصين في شأن قضايا اللاجئين السوريين أن هذه الأسباب تشكل مجتمعة دوافع وقفت وراء حملات التحريض ضد السوريين في تركيا، مع ترجيحهم سبب الصراع السياسي الداخلي بين القوى السياسية التركية، كعامل محوري في تأجيج حملات الكراهية والعنصرية بمواجهة السوريين.
وفي استطلاع آخر أجراه موقع حرية برس في 5 حزيران/ يونيو من العام 2019 وشارك فيه 2711 شخصاً عبر حوالي 67 بالمئة من المستطلعة أراؤهم عن قناعتهم بأن توظيف ورقة اللاجئين في الخصومات السياسية الداخلية التركية هي السبب الحقيقي وراء حملات بعض وسائل الإعلام ضد السوريين، في حين رأى حوالي 11 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع أن خوف الأتراك من تأثير السوريين على هويتهم وفرص عملهم هو السبب الحقيقي، ووجد حوالي 4 بالمئة من المشاركين أن الاختلافات الاجتماعية والثقافية هي الرافع الحقيقي لانطلاق حملات التحريض، وعبر حوالي 19 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع عن قناعتهم بأن كل هذه الأسباب مجتمعة تؤجج حملات الكراهية ضد السوريين في تركيا.
المغالطات المتداولة في الأوساط التركية عن اللاجئين السوريين وتصويبها
فيما يخص وضع اللاجئين السوريين في تركيا، يتم تداول مجموعة من المعلومات المضللة والمفاهيم الخاطئة تزيد من حدة توتر المجتمع التركي صوب اللاجئين نتطرق إليها تالياً لتوضيحها وتصويبها:
هل يدخل الطلاب من اللاجئين السوريين إلى الجامعة دون الخضوع لامتحان؟
لا يوجد فرق بين الطالب السوري وغيره من الطلاب الأجانب فيما يتعلق بسياسة التسجيل في الجامعات الحكومية أو الخاصة. حيث تتطلب الجامعات شروطاً معينة من المواطنين الأتراك ومتطلبات مختلفة من الطلاب الأجانب.
يحتاج الطالب الأجنبي إلى اجتياز امتحان اليوس وهو امتحان خاص للقادمين من خارج تركيا قبيل التسجيل في مفاضلة الجامعات الحكومية. أما الجامعات الخاصة، فتختلف شروط الالتحاق بها حسب كل جامعة، والجدير بالذكر أن هناك نسبة مقاعد محددة تعتمدها الجامعات للطلاب الأجانب، ولا يمكن تجاوزها حتى لو اجتاز الطالب كل متطلبات القبول.
هل تخصص الحكومة التركية منح دراسية خاصة للطلاب السوريين في تركيا؟
يوجد 148 ألف طالب أجنبي مسجل في الجامعات التركية، بينهم 25 ألف طالب سوري، وتتوفر المنح الدراسية في تركيا للطلاب من جميع أنحاء العالم، 7.5% فقط هم طلاب سوريون يحصلون على منح دراسية مقدمة من مؤسسة “المنحة التركية “، كما أن هناك معايير للحصول على المنحة إلى جانب شرط العمر.
وفي ال 2019 تقدم 145 ألف طالب أجنبي من 167 دولة حول العالم للحصول على هذه المنحة، وحصل 5000 منهم على المنحة.
هل يعفى السوريون في تركيا من تسديد فواتير الماء والغاز والكهرباء؟
بالطبع لا، إن كل مستفيد من خدمات الماء والكهرباء في تركيا، ملزم بدفع الفواتير لاستمرار الخدمة سواء كان مواطناً تركياً أو أجنبياً، وصدرت هذه الشائعة بعد تداول صورة لفاتورة غاز باسم لاجئ سوري، وكانت بقيمة 0 ليرة تركية، لكن عند التحقق منها تبين أن الاستخدام المنخفض لخدمة الغاز هو السبب في أن قيمة الفاتورة صفر.
هل بإمكان السوريين التصويت في الانتخابات التركية؟
ينص الدستور التركي على أن كل مواطن تركي بلغ الـ 18 من عمره يحق له الترشح والتصويت في الانتخابات، حيث يبين بوضوح أن الشرط الأول للتصويت هو أن يكون الشخص مواطناً تركياً.
لا يقف السوريون في طوابير الانتظار في المشافي التركية!
يتم تحديد أولوية المعاينة في
المستشفيات وفق تعميم صادر عن وزارة الصحة، و بذلك ليس للاجئ السوري
أي أولوية في المشافي، حيث تعطى الأولوية القانونية لحالات الطوارئ،
والمرضى امن ذوي الاحتياجات الخاصة، والنساء الحوامل، ثم أقارب الشهداء، والمحاربين
القدامى، والمرضى المسنين الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة والأطفال دون سن السابعة.
هل يدفع السوري الضريبة المخصصة لسيارته في تركيا؟
في المادة 4 من قانون ضريبة السيارات، تم تعريف المركبات المعفاة من ضريبة السيارات، ولا يوجد بموجب هذا القانون أي حالة تخص إعفاء السوريين أو من هم في حكم اللاجئين من هذه الضريبة، ويعدّ السوريون مطالبين بجميع هذه الضرائب وأجور المعاينة ومخالفات المرور، فضلاً عن أن السوريين الذين أدخلوا مركبات إلى تركيا مسؤولون عن دفع تأمينها.
هل يتلقى السوريون أجورا شهرية من الدولة التركية؟
لم تمنح الدولة لا الآن ولا في وقت سابق أي أجور خاصة للاجئين السوريين.
ولمجرد أن الشخص ينتظر أمام بنك
الدولة أو يسحب الأموال من جهاز الصراف الآلي للبنك لا يعني أنه يتلقى راتبا من
الدولة.
يتم منح الأشخاص الذين يخضعون للحماية المؤقتة أو الحماية الدولية ممن يستوفي
شروطا معينة بدلا شهريا، بتمويل من
الاتحاد الأوروبي، ويتم صرف هذه الأموال
عبر كرت الهلال الأحمر التركي.
ووفق دراسة إحصائية أجرتها كل من جمعية “تطوير الإنسان” التركية (İNGEV)، ومعهد الدراسات الفرنسي “IPOSOS”، لمعرفة وضع السوريين في تركيا، بين 27 نيسان و20 أيار من العام 2017، في إطار مشروع “مرصد حياة اللاجئين”، أظهرت الدراسة أن نسبة 6% فقط من السوريين، أي نحو 180 ألفًا، يحصلون على دعم عيني أو نقدي.
للمزيد: https://www.enabbaladi.net/archives/162605#ixzz6DEIL9Q7u
للمزيد: https://www.enabbaladi.net/archives/162605#ixzz6DEI2jPH7
هل يمكن للسوريين الحصول على إذن عمل يمكنّهم من العمل أينما أرادوا في تركيا؟
من أجل أن يتمكن أي شخص أجنبي من
العمل في تركيا يجب أن يحصل على إذن العمل الذي تمنحه وزاة العمل، ويتم الحصول على
الإذن من قبل رب العمل نفسه، كما أن تصريح العمل ينتمي إلى مكان العمل المصرح به
فحسب.
هذا يعني أن تصريح العمل الصادر للأجنبي
لا ينطبق على جميع أماكن العمل، وبمجرد ترك العمل في هذا المكان، يتم إلغاء هذا
التصريح، فضلاً عن الشروط الواجب توفرها لاستصداره
في المقام الأول.
يذكر أن أحد شروط استصدار تصريح العمل، أن يوظف صاحب العمل 5 مواطنين أتراك مقابل كل موظف أجنبي.
ورغم أن الحكومة التركية، أصدرت في 15 كانون الثاني/يناير من العام 2016، لائحة تنظم “أذونات العمل” للسوريين في تركيا، إلا أن استخراج هذا الإذن يعتبر حلماً للسوريين جراء امتناع معظم أرباب العمل عن تسجيل عمالهم تهرباً من الضرائب، وبفعل النظام القانوني المعقد لاستخراج هذا التصريح.
هل يعفى الحرفيون السوريون من الضرائب؟
كل نشاط تجاري في تركيا يخضع للضريبة، ويتم تدقيق الضرائب من قبل موظفي مديرية الضرائب المكلفين في المحافظات والمناطق المعنية.
إذا كان النشاط التجاري غير قانوني او غير مسجل لا يعني أنه معفى من الضريبة، بل تجري ملاحقة هذه النشاطات سواء كان صاحب العمل مواطناً تركيا أو لاجئاً، وهذه الضريبة تشمل السوريين كما غيرهم من الحرفيين.
يحق للاجئين السوريين العمل في المؤسسات الحكومية التركية
كما ورد في المادة 48 من قانون الخدمة المدنية رقم 657، فإن الشرط الأول ليكون الشخص موظفاً في مؤسسات الدولة، هو أن يكون مواطناً تركياً، وليس بالإمكان لأي أجنبي الحصول على مثل هذه الوظائف.
تمنح مؤسسة الإسكان التركية – توكي – شققا للسوريين مجاناً
الشرط الأول للحصول على شقة من قبل مؤسسة الإسكان التركي أن يكون المتقدم مواطنا من الجمهورية التركية، لا يمكن لأي شخص لا يحمل هذه الصفة أن يتقدم بطلب إلى المؤسسة المذكورة من أجل الحصول على منزل.
لذلك، فإن الادعاء بأن منازل توكي تقدم للاجئين السوريين مجانا ، لا تمت للحقيقة بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
نسبة الجريمة بين اللاجئين السوريين مرتفعة
بالنظر إلى نسبة السوريين في تركيا مقارنة بعدد سكان تركيا، فإن نسبة ارتكاب الجريمة التي يكون
السوريون طرفا فيها هي نسبة قليلة للغاية -يقصد بالقليل هنا النسبة، والجرائم مهما قلت أو صغر شأنها فهي مدانة وليست محل فخر بها.
وبموجب تقرير نشرته أكاديمية الشرطة التركية في شهر نوفمبر\تشرين الثاني من العام 2018 فأن نسبة السوريين المشاركين في جرائم في تركيا أو كانوا طرفاً فيها هي 0.56% نسبة إلى الجرائم المرتكبة في عموم تركيا.
بدوره نقل الكاتب الصحفي التركي تولغا شاردان في مقال نشر له بتاريخ يونيو\ حزيران 2019، بيانات مفصلة عن وزارة الداخلية التركية، الصادرة في العام 2018، حول نسبة الجريمة التي يكون فيها السوري طرفاً فيها، وبينت النسبة في كل ولاية تركية يتركز وجود السوريين فيها.
وحسب بيانات الداخلية التركية، فإن نسبة الجرائم التي شارك فيها سوريون في العام 2018 في ولاية اسطنبول بلغت 2.6 من مجموع الجرائم المرتكبة في الولاية، في حين بلغت النسبة في شانلي اورفة التي يعيش فيها أكثر من نصف مليون سوري 8,8 بالمئة، 18.2%، ويعرض الجدول أدناه النسب في كل ولاية:
هل يعدّ التسول منتشراً بين اللاجئين السوريين؟
أفادت وزارة الداخلية التركية أنها طبقت عملية “الشوارع السلمية” في الفترة بين 17 و27 مايو\ أيار 2018، حيث كانت تهدف لمنع جريمة التسول، وتم اتخاذ الإجراءات بحق 3 آلاف و46 شخص تقريباً، منهم 379 شخص سوري، في حين كان هناك العديد من المتسولين يدعون أنهم من اللاجئين السوريين وهم ليسو كذلك.
توصيات ومقترحات
يشعر السوريون اللاجئون في تركيا أنهم تركوا بمفردهم لمواجهة صعوبات الحياة ومعاناة تأمين معيشتهم بكرامة، وأنهم وجدوا أنفسهم دون إرادة منهم وسط صراع سياسي داخلي، وتصاعد حملات العنصرية وخطاب الكراهية ضدهم، وباستثناء تحرك خجول من الحكومة التركية والحملات الشعبية التضامنية من نشطاء أتراك وسوريين معهم، لم يجد السوريون مؤسسة أو جهة سورية تدافع عنهم وتتعامل بعقلانية وحزم مع خطاب تشويه واقعهم وترويج النظرة السلبية بحقهم، وهو واقع مؤسف للغاية، يستدعي التحرك العاجل المنظم من قبل أطراف عدة لتخفيف حدة التوتر مع المجتمع التركي المستضيف وتصحح المفاهيم الخاطئة الموجودة لدى هذا المجتمع:
ونورد في هذا الخصوص عدة توصيات ومقترحات:
- العمل على تأسيس منظمة سورية ترسي إطار عمل نواته شؤون اللاجئين، وفي هذا السياق تبدو الحاجة ماسة لتشكيل لجنة تمثل اللاجئين السوريين في كل ولاية يعيشون فيها، من أجل العمل على حل مشاكلهم وإيصال مقترحاتهم والمشاكل التي يعانون منها لممثلي الحكومة التركية والمؤسسات المعنية.
- التركيز على خطاب يشرح ويؤكد الجذور السياسية لأزمة اللاجئين السوريين، ورفض مساعي الجهات التي تنزع أزمة اللاجئين من إطارها السياسي، ولا تقاربها إلا من منطلق إنساني، والتركيز بشكل دائم على أن لا حل لأزمة اللاجئين السوريين دون إرساء أسس سلام مستدام عبر حل سياسي ينهي نظام الاستبداد وجرائم الحرب الذي هجر ملايين السوريين، ويدعم حق اللاجئين في العودة إلى مناطقهم الأصلية في سوريا بضمانات أممية.
- تنظيم حملات بهدف التعرف على القوانين التركية والدعوة للالتزام بها، خصوصاً قوانين السير وقوانين العمل، والتشديد على الحفاظ على نظافة المرافق العامة والابتعاد عن تدخين الشيشة في الحدائق والشواطئ.
- تكثيف جهود تعلم اللغة التركية: حيث تساهم اللغة بتعزيز التواصل بين الشعبين، وتسريع الاندماج فضلاً عن قدرة السوري الذي يتحدث التركية على شرح قضية بلاده وحضارتها وثقافتها للمجتمع المستضيف، إلى جانب تصويب التصورات المغلوطة عند الأتراك فيما يخص اللاجئين.
- تكثسف على العمل على توعية السوريين بضرورة عدم مواجهة العنصرية بالعنف: فعندما يواجه اللاجئ، الشخص العنصري بعبارات مشابهة أو بالشتم، فسيتطور الأمر إلى مشكلة قد يستخدم فيها العنصري العنف الجسدي، كما أن مواجهة العنف بعنف مثله يفقد صاحب الحق مصداقيته وتعاطف الآخرين معه، كما يجب على الشخص الذي يتعرض لمضايقات تجاهلها أو الاتصال والتوجه لمركز الشرطة.
- حث السوريين في تركيا على قوننة أوضاعهم في الولاية التي يقيمون فيها، وعلى صاحب العمل السوري أن يسجل أصول عمله لدى غرفة التجارة وعدم التهرب من دفع الضريبة.
- دعم جهود مشاركة السوريين في الفعاليات المحلية التركية، إلى جانب إقامة فعاليات تعبّر عن الهوية الثقافية والاجتماعية السورية، وتوضيح من خلالها جهود السوريين من أجل حياة كريمة حرة، وذلك في إطار نفي الشائعات حول تلقي اللاجئ معونات تغنيه عن العمل أو منحه سكن مجاني، كما يجب دعوة الأتراك أفراداً وجهات رسمية لحضور هذه الفعاليات.
تجدر الإشارة إلى أن الطلاب السوريين في الجامعات التركية عملوا منذ سنوات ولا زالوا على هذا الجانب وأقاموا فعاليات مهمة في جامعاتهم والولايات المقيمين فيها، ساهمت بشكل كبير في نقل الحقيقة عما يجري في سوريا أو عن حياة اللاجئين، وجذبت هذه الفعاليات أنظار المجتمع التركي والجهات الحكومية، ونالوا تقديراً لجهودهم المبذولة لعدم إغفالهم هذا الدور المهم.
- إقامة ندوات ثقافية واجتماعية تتناول قضايا مشتركة تهمّ اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك في الوقت ذاته، حيث يساهم هذا الأمر في ردم الفجوات، وتعزيز النقاط التي يلتقي فيها الشعبين.
- تنظيم فعاليات تكريمية بهدف التعبير عن تقدير السوريين للجهود المبذولة من قبل الشعب التركي وحكومته، ومؤسسات المجتمع المدني التركية ومنظمات الإغاثة مثل IHH والهلال الأحمر التركي KIZILAY حيث تقدم هذه المؤسسات دعماً للداخل السوري المنكوب، إضافة إلى اهتمامهم بإقامة فعاليات تخص قضايا اللاجئين السوريين، حيث على السوريين أن يشاركوا في تلك الفعاليات من خلال الحرص على حضورها وأن يدعموها بالعمل التطوعي.
ختاماً:
لا بد من التأكيد على الدور المأمول من الجهات الحكومية التركية لمخاطبة وسائل الإعلام التركية لردعها عن نشر وترويج خطاب الكراهية ضد السوريين الذي تقوم به سواء عن قصد أو غير قصد، والتأكيد على أن هذا الخطاب التحريضي لا يسيء للسوريين فحسب إنما يسيء قبل ذلك للشعب التركي الصديق الذي استقبل السوريين على مدى 9 سنوات، كما أن استمرار الحرب التي يشنها نظام الأسد وميليشياته ومعه روسيا وإيران على الشعب السوري، يلغي بالضرورة فكرة العودة القريبة للاجئين، الأمر الذي يوجب على المؤسسات الرسمية بالإضافة لوسائل الإعلام أن تحرص على تقريب وجهات النظر لتسريع اندماج اللاجئين في المجتمع التركي.
المراجع:
https://t24.com.tr/yazarlar/tolga-sardan-buyutec/iste-suriyelilerle-ilgili-rakamlar-1,22801 مقال الصحفي تولغا شاردان “بعنوان السوريون بالأرقام”
https://multeciler.org.tr/wp-content/uploads/2019/10/dogru-bilinen-yanlislar-multeciler-dernegi-2019-v1.pdf?fbclid=IwAR3P0BtCXPRGnLBVIdQBdh7ZQ_YiBKRYNCECVv8Zx9Az0p7owTCS-WZMDlw دراسة صادرة عن جمعية اللاجئين بعنوان “الأخطاء المتداولة حول السوريين”
https://dergipark.org.tr/en/download/article-file/440256 دراسة لجامعة غازي منشورة في مجلة علوم الدفاع بعنوان “التصورات حول اللاجئين السوريين في تركيا”
https://futureuae.com/ar/Mainpage/Item/4857/%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%B8%D9%8A%D9%81-%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%A9-%D8%B6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%86 مقال للكاتب محمود عبد العال نشر على موقع المستقبل للأبحاث والدراسات بعنوان “حملات الكراهية ضد السوريين في تركيا.. لماذا الآن؟”
دراسة صادرة عن مركز دراسات الهجرة والسياسة في جامعة هاجاتيبي في أنقرة عام 2014 بعنوان “السوريون في تركيا: القبول الاجتماعي والامتثال”.
استطلاع رأي أجراه موقع حرية برس في 4 نيسان/ابريل 2019 بعنوان: كيف تقيّم تعامل الإعلام التركي مع خطاب التحريض ضد الوجود السوري؟
استطلاع رأي أجراه موقع حرية برس في 5 تموز/ يوليو 2019 بعنوان: ما هي الأسباب الحقيقية لحملات بعض وسائل الإعلام التركي ضد السوريين؟
فيديو: القضايا السلبية التي يطرحها الإعلام التركي حول السوريين – كلمة عمر ادلبي مدير فرع الدوحة في مركز حرمون للدراسات المعاصرة خلال الملتقى الإعلامي التركي السوري في اسطنبول 9 شباط/فبراير 2020