مثلها الياسمينة
شعر: عمر إدلبي
مُدَلَّلَةٌ،
مثلها الياسمينةُ ،
يحنو العبيرُ على عطرِها ،
ويُعدُّ الندى راحتيهِ لتزهرَ أحلامُها
في ربيعِ الخُزامْ .
تمدُّ لها الأرضُ أحلى حدائقَها
حين تخطرُ خطوتُها ،
ويقوم المساءُ
إلى برجِ أقمارهِ ليعلِّقَ أكملَها
تحت قُبَّةِ سهرتِها ،
ويزنِّرُ غفوتَها بسياجٍ من النجماتِ
لتحرسَ رقَّتَها من حريرِ المنامْ .
فَرَاشٌ يرفرفُ حولَ الدفاترِ
إن فكَّرَ العطرُ أن يقطف الفلَّ
من عَذْبِ أشعارها السّوسنيَّةِ ،
يكفي لتمطرَ
أن تتحلّى السماءُ بماساتِ دمعاتها ،
وتدلَّ الغيومَ على كأسِ طيبتِها ،
فترى الريحَ أطيبَ من نسمةِ المسكِ
والسهراتِ هديلَ حمامْ .
مُدَلَّلَةٌ ،
وَزَرَعْتُ حدائقَ روحي
لتخطو على وردِهَا ،
تأسِرُ القلبَ ،
حتى كأنَّ المدى جهةٌ
من جهاتِ ابتسامتِها ،
ليتَ قلبي بغربتها قمرٌ
ويضيءُ لها ليلَها ،
ليتَ روحي سماءٌ
تظلِّلُها برحيقِ الغمامْ .
* * *
أيلول عام 2004