أحـلام
شعر: عمر إدلبي
* أنا والسّيّد *
فَركْنا جُفونَ الوصولِ معاً
والسباقُ استراحْ
مسافتُهُ لم تكنْ غيرَ حبٍّ،
وكفٍّ بكفٍّ،
ومدَّ إليَّ جدائلَ كفّيهِ
قالَ بكلّ احترامٍ:
رَبِحتْ،
لأنَّكَ بُرْعُمُ غُصْني، رَبِحْتْ.
* أنا والبكاء *
تكوّرَ في الرُّكنِ
حيثُ تعوَّدتُ نفسي غريقاً
بهطْلِ يديهِ،
تكسَّرَ من صمتهِ جُملتان:
سأرحلُ عن قحلِ عينيكَ
حيث تَغورُ الدُّموعْ.
سئمتُ ضجيجَ ابتسامِكَ،
كُلّ حريقٍ أُراودُ حزنَكَ عن نفسِهِ
فيصلّي بمحرابِ عزفِ السّرورْ.
* أنا والسّجّان *
سَحابٌ من النّدمِ المستفيقِ
تَفلَّتَ منْ مُقلتيهِ،
أزاحَ ستائرَ كفّيهِ عن وجهِهِ
بَعْدَ حينٍ
وسالَتْ مفاتيحُهُ في أخاديدِ
قفلٍ عتيقٍ
فأورَقَ ضوءٌ
بزنزانةِ الوقتِ
أرْخَى عليَّ ظِلالَ السماءْ.
* أنا والقصيدة *
تربَّعَ فوقَ حُروفي صِباهَا
وراحتْ تراقصُ جنْحَ الصبَاحِ
على ياقةِ السَّطْرِ
غنَّتْ طويلاً لعرسِ الحَمامْ
وفاضَتْ جرارُ القوافي
خُيُولاً
وشَمْساً وخبْزاً
تُوزعُهُنَّ صبايا عصافيرُ شِعْري
بموجِ الخَليلِ
وعطْرِ الجليلِ
ونثرِ القُرنفلِ
في شُرفاتِ الغمامْ.
* خاتمة *
هو اللّيلُ لمّ حقائبَهُ،
واستردَّ جذورَ الرؤى
منْ ترابِ الجفونْ.
فماذا تقولُ القصيدةُ
حينَ يُقلّدُني السّيدُ السّجْنَ
أيقونةً مِنْ بكاءْ؟
(شتاء عام 1996)
***