ويسألونك عن الوطن
شعر: عمر إدلبي
إن يسألوكَ عن الوطنْ
قل:
إنّهُ من أمرِ ضحكةِ طفلةٍ
غمرتْ جدائلَها
شموسُ شقائقِ النّعمانِ
كُرمى للشهيد.
إن يسألوكَ فإنّه تسبيحُ سنبلةٍ لكفٍّ
يحتويها غيمةً،
وقطافُها رطبٌ يقمّرها الترابُ
إذا يفاجئها الجليد.
تَلْقاهُ إن ظمئتْ خطاكَ
على البيادرِ
قطفةً من ماءِ أجفانِ الدّروبِ
يجوعُ
والتّفاحُ يكشفُ غنجَهُ
فيغضُّ شهوَتُه
ويُنْبِتُ في اتّساعِ الجرحِ
قاماتِ الشّجرْ.
بيدين من سِفرِ النُّبوَّة
يغزل الدفءَ.. الأمانَ
ثيابَ بوحٍ
كي يغازلَنا القمرْ.
عيناه ما زالت عصافيرُ الصَّباح تزفُّها
ويداه سنبلتانِ
ينفرط النَّدى من موجِ شَعرِهِما
لآلئ من مطرْ.
وجبينُه طفلٌ تمدَّدَ تحتَ أغصانِ المدى،
يلهو بأسرابِ الغيومِ
رداؤه لونُ النَّوارسِ
إن تخفَّى
أو بدا.
نهرٌ ينام على يديهِ
وموجةٌ ولهى تنقّر ثغرَهُ
فتفور ضحكتُه وتولدُ بذرةٌ،
في المهد تتلو
“كل شيء للوطن”
إن يسألوكَ عن الوطنْ
فاسجدْ
يسرّحْ شعرَ قحلكَ
بالمواسمِ من صباهُ السرمديّ
واخلع بواديه المقدّسِ
خوفَ قلبك،
إنّه سرُّ من الله العليّ.
(آذار 1997)
***