غريبان
شعر: عمر إدلبي
إلى سامر رضوان
إذا أَوعزَ الوردُ للعطرِ
أن يتشكّل غيماً سوّياً،
تكونْ.
وإن هزّت الروحُ
نخلاتِ قلبي،
تفتّحتَ في راحتي زيزفون.
كما يصطفي القمرُ المخمليُّ
أحبَّتَهُ ليرى ما يحبُّ،
اصطفاك غنائي،
فصرتَ لوجهي العيون.
غريبان نحنُ،
المدائنُ من حولنا
لا تجيدُ العناقَ،
وعمَّا بنفسجةٍ من دمانا
ستبكي السّماءُ،
ونصبحُ أكثر حزناً،
فنم يا صديقي قربَ حنيني
لعلَّ قبابَ قرانا تلوحُ.
علينا اكتنازُ الشّراعِ
لئلاّ تضيعَ المرافئُ منّا
فخذْ دمعتي
كي تفورَ البلادُ بصدركَ
قبلَ سقوط المدى،
لم نَزَلْ يا صديقي غريبين
نعتصرُ اللّيلَ
كي تستفيقَ الشموسُ،
ويَنْبُتَ للنّخلِ قلبٌ وروحُ.
غريبين كُنّا،
ونبقى على شرفةِ الحلمِ،
فاحملْ من اللّوزِ قلباً،
ومن طيِّبِ النّخلِ زوجاً
لنرفو ثقوبَ السّفينةِ
إن فَارَ تَنّورُ أَحزاننا
واستباحت رؤانا الجروحُ.
(خريف 1999)
***